Header Ads

أخر المواضيع

هل بكالوريا زمان تختلف عن بكالوريا الألفيّة الجديدة ؟


"‬يا حسراه على بكالوريا زمان‮".. ‬عبارة تتردد كثيرا على أفواه أبائنا وأمهاتنا ومعارفنا،‮ ‬ما جعل الطلبة الحاليين لا‮ ‬يعيرون اهتماما لهذا الامتحان المصيري،‮ ‬ويبرّرون بالقول‮ "‬الّي‮ ‬قرا قرا بكري،‮ ‬المعريفة هي‮ ‬الّي‮ ‬أجيبلك الخدمة ما شي‮ ‬الباك‮".

يحن‮ ‬غالبية الجزائريين إلى الزمن الماضي،‮ ‬فجميع أحاديثهم عبارة عن تحسّر عما مضى،‮ ‬فبمجرد فتح موضوع معين في‮ ‬جلسة بين أصدقاء أو أقارب،‮ ‬إلا وكان الحنين إلى الماضي‮ ‬حاضرا،‮ ‬فليس‮ ‬غريبا أن تسمع‮ "‬يا حسراه على زواج زمان‮.. ‬وين راهي‮ ‬القراية تاع بكري‮.. ‬الخير راح مع أمّاليه زمان‮.. ‬وين راهي‮ ‬الماكلة تاع بكري‮.. ‬وين راه الباك تاع زمان‮..." ‬الخ،‮ ‬ولا تزال كثيرٌ‮ ‬من العائلات تتداول هذه الكلمات أمام الجيل الحالي،‮ ‬وهم لا‮ ‬يدرون بأنهم بذلك‮ ‬يحبطون من عزيمة الجيل الصاعد،‮ ‬ويجعلونه‮ ‬غريبا في‮ ‬عالمه ومكتئبا من الحياة خاصة الطلبة‮. ‬فهل حقيقة بكالوريا الماضي‮ ‬غير بكالوريا الحاضر؟

جميع الجزائريين الذين طرحنا عليهم هذا السؤال ممن تفوق أعمارهم الأربعين أجابوا بنعم،‮ ‬مُبرّرين أن مستوى الدراسة في‮ ‬الماضي‮ ‬كان عاليا،‮ ‬والدليل حسبهم أن كثيرا من مديري‮ ‬المؤسسات التربوية والمفتشين الحاليين لا‮ ‬يتعدّى مستواهم الثالثة ثانوي،‮ ‬ومع ذلك وصلوا لما هم عليه الآن،‮ "‬أما الجيل الحالي‮ ‬فتجدهم‮ ‬يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه،‮ ‬لكنهم لا‮ ‬يفقهون الكثير في‮ ‬الثقافة العامة‮". ‬

آخرون تطرقوا إلى نقطة مهمة،‮ ‬وهي‮ ‬أن الطلبة في‮ ‬السنوات الفارطة وعندما‮ ‬يفشلون في‮ ‬نيل البكالوريا،‮ ‬يزدادون عزيمة وإصرارا على نيلها ولو في‮ ‬المرة السادسة أو السابعة،‮ ‬أما الآن فغالبيتهم‮ ‬يهجرون الدراسة من الفشل الأول‮. ‬أما الأقل سنا فيعتبرون بكالوريا زمان كانت مفتاحا سحريا لولوج عالم الشغل من أوسع أبوابه،‮ ‬بسبب قلة الكفاءات والكوادر،‮ ‬أما حاليا فحتى الدكتوراه لا تشفع لك في‮ ‬سوق العمل الغريب‮.‬

لكن مقولة بكالوريا زمان أحسن من الحاضر،‮ ‬قول لم‮ ‬يؤيده كثير من شباب اليوم،‮ ‬وحسبهم الجيل الحالي‮ ‬أحسن ثقافة واطلاعا من جيل زمان،‮ ‬بسبب تكنولوجيا الاتصال والقنوات الفضائية،‮ ‬كما أن المقررات الدراسية ازدادت وتنوعت‮. ‬والطالب الحالي‮ ‬عليه أن‮ ‬يكون ملمّا بكثير من المواضيع إذا أراد النجاح‮. ‬ولكن هل‮ "‬الباك‮" ‬لم‮ ‬يعد مهما في‮ ‬سوق العمل؟ أجاب كثيرون‮ "‬صحيح أن بعض الموظفين لا‮ ‬يملكون أي‮ ‬مؤهلات علمية ومع ذلك‮ ‬يتواجدون في‮ ‬مناصب مهمة،‮ ‬لكن‮ ‬يجب أن لا نقيس عليهم،‮ ‬فـ70‮ ‬بالمئة من الموظفين في‮ ‬الجزائر أصحاب شهادات ومؤهلات،‮ ‬كما أن‮ ‬غالبية المؤسسات الجزائرية والأجنبية تشترط المستوى العلمي‮ ‬لموظفيها،‮ ‬وحتى من‮ ‬يفكر في‮ ‬العمل بدولة عربية أو أجنبية عليه أن‮ ‬يكون ذا مستوى حتى‮ ‬يستطيع الاندماج،‮ ‬ومن‮ ‬يريد طلب فيزا إلى دولة أجنبية مستواه العلمي‮ ‬هو من سيحدد مصيره‮.‬

ليست هناك تعليقات